27/01/2007

صور من التاريخ المؤنث لسورية



يشاركن في الانتخابات البرلمانية 1961






الأديب الكبير طه حسين في اسنضافة اتحاد النساء دمشق 1954









طالبات يدرسن في مكتب عنبر أوائل الأربعينات




















مجموعة من النساء تحضرن مؤتمر نسوي في أوائل الأربعينات، في زيارة لفصر العظم دمشق








مدرسة التمريض دمشق أوائل الأربعينات


نساء ناشطات دمشق 1940














تتظاهرن ضد الاحتلال الفرنسي 1925




نازك العابد
أسست وترأست عقب الثورة العربية الكبرى جمعية نور الفيحاء لمساعدة ضحايا هذه الثورة , وأصدرت عام 1920 مجلة نور الفيحاء التي سخرتها بهدف النهوض بالمرأة السورية , ثم أسست النادي النسائي الشامي الذي ضم نخبة سيدات الشام المتنورات , منحت رتبة نقيب في الجيش زمن الملك فيصل نتيجة مواقفها البطولية , وكانت بصحبة وزير الدفاع السوري البطل يوسف العظمة وبعد دخول المستعمر الفرنسي إلى دمشق لم ير بد من نفيها عن الوطن نتيجة مواقفها الوطنية ومشاركتها في معركة ميسلون , فأبعدت إلى استنبول لمدة عامين ( 1920 – 1922 ) ولم تمض سنوات إلا وعاد المستعمر لنفيها مرة أخرى إلى الأردن , ثم عادت إلى دمشق , فاختارت غوطتها لإقامتها فاختلطت بالفلاحين فكانت تساعدهم في العمل الزراعي وتحضهم على الثورة ضد المستعمر , ونشبت الثورة السورية عام 1925 فكانت احد ثوارها تعمل بصمت وخفاء متنكرة بزي الرجال.
أسست العديد من الجمعيات النسائية وشاركت في تأسيس الهلال الأحمر.




ماري عجمي
اديبة وشاعرة مبدعة وصحافية بارزة انشأت مجلة "العروس" سنة 1910 فكانت اول مجلة نسائية في سوريا.مارست ماري عجمي التعليم والترجمة والعمل الاجتماعي والنضالي واشتهرت كخطيبة مفوهة وكانت رائدة بين النساء.عاشت في حقبة عصيبة من تاريخ الامة العربية فعانت من الحكم التركي والانتداب الفرنسي وناضلت ضد الظلم والاستبداد ودعت الى التحرير والثورة والاستقلال.كما عملت في الحقل الاجتماعي والدفاع عن كرامة الانسان وخصوصا في سبيل تحرير المرأة ومنحها حقوقها.وعرفت بجرأتها في قول الحق من دون ان تحابي او تراوغ فكانت رائدة بارزة من النساء العربيات الرائدات في النصف الاول من القرن العشرين.


ث
ثريا الحافظ
صاحبة المنتدى الشهير " منتدى سكينة الأدبي " في دمشق ، والتي قالت عنها مقبولة الشلق في تقديمها لكتاب ثريا الحافظ " حدث ذات يوم " " بطلة المظاهرات وخطيبة الجماهير ، التي لا يعرف الخوف قلبها ، أحبت لغتها ، وعشقت قوميتها " وصف منتداها بأنه صالون أدبي فني سياسي حيث خصص أياما خاصة بالثورات ، الثورة السورية الكبرى ، الثورة الجزائرية .. شارك فيه مناضلون من كافة أرجاء الوطن العربي ، حتى أنها تعرضت للاعتقال من قبل المستعمر الفرنسي ، الذي اقتحم دارها في عتمة الليل ليجرها بثوب نومها ، تاركة وراءها ثلاثة أطفال يبكون ويصرخون .كما ساهمت ثريا الحافظ في توعية النساء وتحريضهن ضد الاستعمار الفرنسي بمحاضرات وأحاديث إذاعية ، وتمريض جرحى المظاهرات ضد المستعمر الفرنسي ، ومواساة أسر الشهداء ورعاية أطفالهم ماديا ومعنويا ، وتوجيه النساء لممارسة حقهن المشروع في ممارسة الحق الانتخابي ، ومن ثم حق الترشيح ، كما قامت على رأس مئة سيدة ، برفع النقاب عن وجوههن في مظاهرة تحررية قمن بها في شوارع دمشق ، وقد تطوع بعض الشباب الجامعيين لحمايتهن والدفاع عن خطوتهن التحررية تلك ، تلك الخطوة التي شقت الطريق للنساء كلهن ليمارسن أبسط حقوقهن وحرياتهن .. كما فاخرت بأنها أول امرأة سورية رشحت نفسها لانتخابات عامة.

سلمى الحفار الكزبري





مصدر الصور : http://www.syrianhistory.com/

22/01/2007

العنف ضد النساء والعنف ضد المجتمع

مداخلة في بيت النساء في روما
في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة
في الحقيقة أنا لم أعمل مباشرة في مناهضة العنف ضد المرأة مثل زميلاتي اللواتي تفضلن بالكلام قبلي، ولكني عملت ضد كل أنواع العنف التي يتعرض لها مجتمعنا والتي تنعكس على الرجال وعلى النساء على حد سواء، وعلى المستويات الثلاث التي تحدثن عنها الزميلات.
عملت ضد عنف الاستبداد والديكتاتورية منذ الثمانينات في سورية. وفي بداية أعوام الألفين نزلنا إلى الشارع مطالبين بالحرية السياسية وحقنا بالحياة الديمقراطية وتعرضنا لعنف القمع والمنع. وعملت ضد عنف الاحتلال والحرب ونزلنا إلى الشارع يوميا ضد عنف الاحتلال الصهيوني ووحشيته في فلسطين، وضد عنف الاحتلال الأمريكي للعراق، كما عملت ضد عنف السياسات الاقتصادية الليبرالية الجديدة.
أثناء هذا النضالات المتنوعة لا حظنا، نحن مجموعة من النساء الديمقراطيات في سورية، أن المشاركة النسائية محدودة في هذه النشاطات. وعندما يتعلق الموضوع بالديمقراطية يظهر فقر الوجود النسوي أكثر، لأن الديمقراطية تحديداً تتناقض مع المجتمع الذكوري. لذلك فقد عملنا على تأسيس جمعية "نساء من أجل الديمقراطية" هدفها المباشر هو العمل على تفعيل المشاركة النسوية في كل مناحي الحياة. ومهمتنا المباشرة كانت في أن نشكل مجموعة رصد ومراقبة وضغط على الجمعيات والأحزاب التي تسعى لتحقيق التغيير الديمقراطي، من أجل تطوير المشاركة النسائية فيها وفي هيئاتها القيادية، لأن الديمقراطية لا يمكن ان تتحقق بدون المشاركة الفعالة للنساء. وهذه التعبيرات المجتمعية يجب أن تتضمن مواصفات المجتمع المنشود منذ الآن حتى نمتلك الثقة بأنها لن تعيد إنتاج مشاكلنا التي كانت سائدة سابقاً.
وضعنا مطلباً مباشراً بأن تكون المشاركة النسائية في أي هيئة قيادية أو قاعدية بنسبة ثلاثين بالمئة. وذلك للوصول فيما بعد إلى النسبة الطبيعية وهي خمسين بالمئة. وقد كنا مع التمييز الايجابي للمرأة في الانتخابات.
في المجتمع الذكوري لا مفر من التمييز الايجابي للمرأة بدعمها كي تصل إلى مراكز القرار. ففي سورية المشكلة الأساسية عندنا هي في قانون الأحوال الشخصية، ولا يوجد عندنا ظلم للمرأة على صعيد قوانين العمل والانتخاب والمشاركة النسائية، ولكن المشكلة أكبر من مجرد وجود مساواة قانونية. وسأسوق لكم مثالا من واقعنا:
في نقابة المهندسين وأثناء انتخابات وحدات المكاتب الهندسية التي شاركت فيها في العام الماضي، كنت في وحدة قطنا للمكاتب الهندسية حيث تبلغ نسبة المهندسات 30 بالمئة تقريبا منها، وقد كان مطلوباً انتخاب قائمة من عشرة أسماء للمرحلة الأولى من الانتخابات. أي من الطبيعي جداً أن يكون في القائمة ثلاث مهندسات. ولكن أثناء حملتنا الانتخابية عرفنا أن أكثر الرجال تحمساً لمشاركة المرأة المهندسة سوف يضع اسم امرأة واحد فقط. أما الآخرين فسوف يضعون الأسماء العشرة من الرجال. وكان قد ترشح عدة مهندسات، ثم بقينا ثلاثة مهندسات نتيجة القناعة بأن تشتيت الأصوات المناصرة للمرأة قد يؤدي إلى عدم نجاح أي امرأة. ثم اضطررت أنا أن انسحب لصالح إحدى المهندسات كي تنجح مهندسة واحدة على الأقل. وفعلاً هذا ما حصل، ونجحت مهندسة واحدة في الانتخابات. وفي الكثير من وحدات المكاتب الهندسية الأخرى لم تنجح ولا مهندسة واحدة. ولو كان لنا كوتا انتخابية ثلاثين بالمئة لكان ترشح عدد أكبر من المهندسات لأن أملنا بالفوز بعدة مقاعد سوف يكون مضموناً. وبدونها سيعيد المجتمع الذكوري إنتاج نفسه.
لقد قمنا بإطلاق الجمعية في ربيع هذه السنة. ولكن على ما يبدو أن السلطات في سورية لا تريدنا أن نراقب هذه المشاركة النسوية. ولأن كل عمل مستقل هو ممنوع، فقد صدرت أوامر بمنع النساء المؤسسات من السفر. وتوقف نشاطنا في بدايته. وقد كنت أنا خارج سورية بالصدفة عندما صدر أمر منعي من السفر.
إن هذا يؤكد ضرورة نضالنا ضد كل أنواع العنف. وأننا يجب أن نشارك في صياغة الحياة التي نعيشها. ويجب أن نصل إلى مراكز القرار. وبالنسبة للعنف الذي يمارس ضد النساء لن يتراجع دون وصولنا إلى المناصب التي تؤهلنا لتعديل القوانين أو سن قوانين جديدة من شأنها أن تكافح كل أشكال العنف. كما يجب أن نتواجد في مراكز المراقبة والمحاسبة القانونية والقضاء حتى نشكل قوة رادعة فعلا للعنف الذي يمارس ضد المرأة.
شكرا لكن


ناهد بدوية

Violence sur les femmes et violence contre la société

Intervention à la Maison des Femmes à Rome, lors de la Journée Internationale de lutte contre la violence sur la Femme - 25 novembre 2006

En réalité, je ne suis pas engagée directement dans la lutte contre les violences faites aux femmes à l’instar de mes collègues qui sont intervenues avant moi, par contre j’ai lutté contre toutes les formes de violence auxquelles est confronté notre société et qui affectent avec une même intensité aussi bien les hommes que les femmes et notamment dans les trois dimensions qui ont été abordées dans les interventions précédentes. J’ai combattu la violence de la tyrannie et de la dictature à partir des années 80 en Syrie. Et au début des années 2000, nous sommes descendues dans les rues pour revendiquer la liberté politique et notre droit à la vie démocratique en nous confrontant à la violence, la répression et l’interdiction. J’ai mené un combat contre les violences de l’occupation et de la guerre, nous avons manifesté quotidiennement contre la violence de l’occupation sioniste et sa barbarie en Palestine, celle de l’occupation américaine en Irak et toutes les violences induites par les politiques économiques néolibérales. Durant ces diverses manifestations, nous avons observé, nous en tant que groupes de femmes démocrates, que la participation des femmes était limitée. Et lorsque il s’agit de la question de la démocratie, la pauvreté ou la faiblesse de la présence féminine est encore plus manifeste car la démocratie s’oppose précisément à la société patriarcale. Ainsi, nous avons voulu créer une association « Femmes pour la Démocratie », dont le premier objectif est de travailler pour une plus grande participation des femmes dans chacune des sphères de la vie sociale. Et notre but premier était de constituer une association qui interpelle, contrôle et fasse pression sur les associations et partis qui affirment vouloir un changement démocratique, afin de faire évoluer la participation des femmes en leur sein même et au niveau de leurs instances exécutives. Et ces expressions associatives et sociales doivent garantir les éléments et caractéristiques de la société voulue, dés maintenant afin de se réapproprier la confiance et la conviction qu’elle ne reproduira pas les mêmes problèmes prégnants du passé. Nous avons formulé la revendication suivante, à savoir que la participation des femmes aux différentes instances, de direction ou à la base devrait immédiatement atteindre les 30% afin d’atteindre au final une répartition égalitaire et légitime de l’ordre de 50%. Et nous étions également pour la discrimination positive des femmes aux élections. Dans la société patriarcale, il n’ y a pas d’autre voie que de soutenir une discrimination positive au profit des femmes pour qu’elles accèdent aux centres de décisions. Et en Syrie, le problème essentiel concerne le code de statut personnel, car il n’y a pas vraiment de discrimination en ce qui concerne la législation du travail ou de la participation électorale, en fait le problème est plus vaste que la simple question d’une égalité face à la loi. Et je vais vous présenter un exemple à partir de notre réalité : Dans le syndicat des ingénieurs, lors de l’élection d’un bureau fédéral auquel j’ai participé l’an dernier, j’étais dans une section où il y avait une proportion d’environ de 30% de femmes et il s’agissait d’établir pour le premier tour des élections une liste avec le nom de 10 personnes. Il était donc naturel que soient représentées au moins 3 femmes. Mais durant la campagne élective, nous avons constaté que les hommes les plus enthousiastes à l’idée d’une participation féminine ne mettaient qu’un seul nom de femme. Les autres quant à eux composaient des listes exclusivement masculines. Plusieurs femmes s’étaient présentées mais la conviction qu’une dispersion des voix sur les candidates risquant au final d’aboutir à l’échec pour toutes, nous a fait décider de présenter seulement trois noms. Et Finalement j’ai du me retirer pour au moins préserver la possibilité qu’au moins une seule d’entre nous puisse être élue Et c’est ce qui s’est finalement passé, une seule d’entre nous a été élue. Et dans de nombreuses autres unions locales, pas une seule femme n’a réussi à passer. Et si nous avions un quota de 30% pour chaque élection, beaucoup d’autres femmes se seraient présentées car certaines ont la possibilité d’êtres élues. Et sans cela, la société patriarcale continuera à s’auto reproduire. Nous avons lancé notre association durant le printemps de cette année. Mais il semblerait que les autorités en Syrie ne veulent pas que nous puissions contrôler la participation des femmes. Et comme toute activité indépendante est interdite, ils ont promulgué des ordres interdisant aux fondatrices de se déplacer. Et notre activité s’est arrêtée à son début. J’étais par hasard à l’extérieur de la Syrie quand l’ordre m’interdisant de voyager a été décidé. Ceci confirme la nécessité de notre lutte contre toutes les formes de violence. Et que nous participions aux décisions qui déterminent nos vies. Nous devons participer au changement de la société. Nous devons arriver aux centres de décision. Et quant à la violence faite aux femmes, elle ne reculera pas tant que nous n’aurons pas la possibilité d’accéder aux fonctions qui nous permettraient d’amender les lois ou d’en promulguer de nouvelles dont l’objet serait de combattre toutes les formes de violences. Comme il est par ailleurs indispensable d’être présent dans les centres de contrôle, de règlements des contentieux juridiques et de la justice jusqu’à constituer une force incontournable et effective sur les questions de la violence faites aux femmes.
Nahed Badawia

les femmes pour la démocratie

Il est tout à fait illusoire d’aspirer à la démocratie sans la participation des femmes.
Pourquoi les femmes ? Tout simplement, parce que les femmes, en tant qu’êtres humains, aspirent elles aussi à la liberté et à la démocratie, dont elles en ont été longtemps privées, d’une part et, d’autre part, parce que les femmes non seulement constituent la moitié de la société, mais précisément celle qui élève l’autre moitié. En un mot, les femmes sont les principales artisanes de l’Homme dans la société.

Pourquoi pour la démocratie ? Parce que nous croyons qu’un Etat de droit et un climat de liberté sont les deux éléments essentiels pour l’évolution de toutes les composantes de la société. En effet, il a été démontré au cours de l’histoire, que les femmes, pour pouvoir se réaliser véritablement en tant que partenaires effectives, ont besoin de liberté et de la puissance de l’Etat de droit.
La société, paternaliste et patriarcale, terreau fertile pour le despotisme, est par essence anti-démocratique. C’est la raison pour laquelle nous considérons que le droit des femmes pour les femmes est notre principal point de départ, suivi par les droits et les devoirs de la société en tant qu’entièreté. Cette formulation permettra aux femmes de devenir partenaires à tous les niveaux et aboutira ainsi à réaliser la libération, le développement et l’acquisition du savoir.
Nous avons pour ambition de participer à la construction de l’édifice démocratique qui est pour nous l’unique moyen capable de résoudre pacifiquement les contradictions au sein toute société humaine. Conscientes de l’importance de la démocratie en en tant qu’instrument de civilisation, les femmes sont appelées à rejoindre ce large mouvement sociétal qui s’est fixé comme objectif d’aboutir au changement social tant souhaité.
Pour toutes ces raisons, nous aspirons à devenir un observatoire et une base de données portant sur l’étendu de la participation des femmes dans tous les domaines. Nous aspirons également à devenir un outil destiné à approfondir et accentuer cette participation et la rendre visible qualitativement et quantitativement. Par conséquent, nous suivrons de près la réalisation du partenariat des femmes dans les domaines suivants:

· vie politique (partis politiques et syndicats), le pouvoir et le processus décisionnaire ;
· le processus de production ;
· les organismes et institutions de la société civile ;
· l’espace culturel, médiatique, créative, et l’adoption d’une vision féministe à tous les niveaux de la reproduction intellectuelle.

Il s’agit d’une invitation ouverte à un exercice démocratique adressée aux femmes et aux hommes quelque soient leurs appartenances, convictions, croyances et références sociales ou culturelles.
Mode de fonctionnement :
Nous créerons des observatoires s’appuyant sur un site Internet qui couvre les domaines concernés, ouverts aux femmes et aux hommes désireux d’y adhérer.
Nous agirons en tant que groupes de pression qui auront pour objectif de relever la participation des femmes à un minimum de trente pour cent lors de toutes les étapes de la construction démocratique et de la reconstruction de la sociale. Nous demanderons dans un premier temps l’inclusion de ce pourcentage dans la future loi sur les partis politiques, en attendant de parvenir à la parité qui doit être la règle de la participation des femmes.
Les dossiers que nous souhaitons ouvrir :
1- L’étude par les femmes des moyens visant à renforcer leur partenariat et dénoncer les cas où celui-ci est entravé par les femmes elles-mêmes, pour passer ensuite à la discussion élargie du concept de féminisme.
2- L’examen critique des dossiers des partis politiques, des syndicats, des organisations de la société civile et des alliances existantes ou en devenir afin de dénoncer l’absence de la participation des femmes dans leurs structures.
3- L’examen critique du rôle dévolu aux femmes dans le système culturel dominant, notamment sur le plan politique, social, culturel, et plus particulièrement dans les programmes éducatifs, les médias, la publicité, les contes populaires, les proverbes et le marchandisage des femmes,etc.

Structure et organisation
Nous sommes un groupe totalement indépendant, fonctionnant suivant l’ordre du jour que nous établissons pour nous-mêmes et pour notre société.
La présente structure est transitoire. Elle devrait durer un an à partir de sa publication. Cette période transitoire sera mise à profit pour rédiger un Règlement intérieur permettant le renouvellement et l’évolution démocratique de celle-ci.
Cette structure sera constituée de :
1- L’organe constitutif, composé de : Raghida ASSAF, Rabab HILAL, Rosa Yasin HASSAN, Sirin EL-KHOURI, Ghada GHAIBOUR, Fadia SHALISH, Lina WAFAII, Lina SIBAII, Nahed BADAWIA, Hind ELQAHWACHI et Hozan KHADAJ.
2-L’organe de soutien sera constitué de volontaires en plus du membre de l’Organe constitutif.

Pour réaliser cette mission nous avons besoin de tout le monde, aussi bien des hommes que des femmes.
Women For Democracy in Syria: w4democracy@orange.fr

21/01/2007

نساء ممنوعات من السفر ونساء ممنوعات من العمل

في الوقت الذي يطالب العالم كله اليوم بزيادة المشاركة النسائية في الحياة السياسية في كل مكان. وفي الوقت الذي تشهد سوريا شحاً واضحاً بالمشاركة النسائية في الحياة السياسية والمجتمع المدني. نشهد قمعا متواصلا لهذه المشاركة.
رزان زيتونة محامية شابة، ابنة حقيقية لربيع دمشق، ممنوعة من السفر منذ عدة سنوات. منعت من السفر منذ ولادتها كناشطة في المجال الحقوقي والمدني. ويمكنك أن تميزها كابنة بارة لربيع دمشق عن معظم من عمل في مجال حقوق الإنسان، من بقايا الحركة السياسية القديمة، بأنها لم تسبغ يوما ميلا سياسيا على عملها في حقوق الإنسان. حاولت متابعة كل من اعتقل أو انتهكت حقوقه مهما كان انتماءه، فهي لا تعترف إلا على تعريف واحد للبشر: "إنسان".
واليوم تمنع من السفر ابنة ثانية لربيع دمشق، سهير الأتاسي، التي ولدت سياسيا في منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي وتحمل هويته. ذلك المنتدى الذي ولد على يد الحركة السياسية المعارضة، ولكنه استمر بالحياة لزمن طويل بفضل البيت المفتوح لهذا المنتدى. كان قرار إغلاق المنتدى بداية تنفيذ قرار إغلاق سورية كلها الذي اتخذ في حينها، ومازال مستمرا حتى اليوم. لقد ارتبط اسم سهير الأتاسي بمنتدى جمال الأتاسي وارتبط اسم منتدى جمال الأتاسي بالحوار الديمقراطي و ارتبط الحوار الديمرقراطي في سورية بالمنع، والمنع ارتبط اليوم باسم سهير الاتاسي، وبذلك تكتمل الدائرة، ويكتمل السجن الكبير الذي يدعى سورية.
سلمى كركوتلي صحفية أقرأ لها منذ الثمانينات لم أعرف عنها أنها من المعارضة كما لم أعرف عنها أنها من الموالاة. ولكن ماأعرفه جيداً أنها صحفية حقيقية لا تمت بصلة لأشباه الصحفيين المدللين الآن في سورية. الذي أعرفه عنها أنها كانت صحفية شابة تذهب إلى أقاصي البلاد في نهاية السبعينات وأوائل الثمانينات باحثة عن بناة البلاد الحقيقيين. كانت تكافح كي تقابل وتوثق لأبطال إنتاج كانوا يعملون أربعة وعشرين ساعة كي تخضر الصحراء ويخضر اسم البلاد. ولأنها صحفية حقيقية عانت كثيرا فيما بعد عندما ازداد الطلب على الولاء على حساب الكفاءة وازداد الطلب على التفاهة على حساب العمق بالتفكير. ونقلت إلى أقاصي البلاد ثم عادت ثم منعت من الكتابة، ثم ..... ثم انتهى الأمر بتسريحها تعسفيا من عملها، في القرار الجائر الأخير.
لينا وفائي مهندسة مدنية، من الكفاءات القليلة التي بقيت تعمل في قطاع الدولة المتداعي، ولم تشأ أن تفتح مكتبها الهندسي الخاص رغم نصائح زملاءها لها، ورغم الظلم الواضح الذي تعاني منه من حيث عدم تكافؤ الأجر مع العمل والوقت المبذول. كانت تجد نفسها في عملها. ولكن وظائف الدولة لم تعد تتسع لأمثالها فهي مازالت تفكر ومازالت تحتفظ بحيويتها الذهنية، لذلك سرحت تعسفيا من عملها في نفس القرار الجائر.
ناهد بدوية

الخطاب النسوي واللغة

لم تختلف النّسوية بكل اتجاهاتها ونظرياتها المختلفة, حتى الراديكالية المتحررة، التي بدت متطرفة في طروحاتها, حول ضرورة مشاركة الرجل في شتى ميادين الحياة, السياسية, الاقتصادية, الفكرية، الثقافية، والاجتماعية, إلخ... وعلى أنها لا تهدف إلى استبدال مركزية ذكورية بأخرى نسوية.
تُجمع النظريات النّسوية على مناهضة هيمنة القطب الواحد على العالم. وذلك لخلق التوازن, وتحقيق العدالة, وإصلاح ما أفسدته البطريركية الذكورية عبر قرون طويلة بمركزيتها الاستبدادية, وقطبها الواحد الذي هيمن على الحياة، وأودى بالبشرية إلى ما وصلت إليه من كوارث سياسية, اقتصادية, اجتماعية، وبيئية إلخ... تلك البطريركية التي بدت الحياة معها كأنها حق للرجل وواجب على المرأة. وإمعانا في استبداديتها فقد عملت على تشويه البشرية, نساءً ورجالاً, على حدٍّ سواء.
لابد للاستبداد, مهما طال الزمان به, أن ينشئ, من حيث لا يدري ولا يقصد ولا يريد, مقاومة تتعادل معها كفتا الميزان, فكانت النّسوية.

يشير مصطلح النسوية إلى كل من يعتقد بأن المرأة تأخذ مكانة أدنى من الرجل في المجتمعات التي تضع الرجال والنساء في تصانيف اقتصادية أو ثقافية مختلفة. وتصرّ النسوية على أن هذا الظلم ليس ثابتاً أو محتوماً, وأن المرأة تستطيع أن تغيّر النظام الاجتماعي والاقتصادي والسياسي عن طريق العمل الجماعي. ومن هنا فإن المسعى النسوي هو تغيير وضع المرأة في المجتمع.
لقد حاولت فلسفة العلم النسوية, الرافضة للتفسير الذكوري الوحيد المطروح للعلم بنواتجه السلبية, إبراز وتفعيل جوانب ومجالات وقيم مختلفة خاصة بالأنثى, جرى تهميشها وإنكارها والحط من شأنها بحكم السيطرة الذكورية, في حين يجب أن يفسح لها المجال وتقوم بدور أكبر لإحداث توازن منشود في مسار الحضارة والفكر.
نشأت النسوية في العقد الأخير من القرن التاسع عشر, وهي في أصولها حركة سياسية تهدف إلى غايات اجتماعية تتمثل في حقوق المرأة وإثبات ذاتها ودورها. وقد توالد عنها فيما بعد فكر نسوي, وفي سبعينيات القرن العشرين نجم عنها فلسفة نسوية.
وانطلاقاً من مبدأ المشاركة, فإن النسوية موقف، بإمكان كل من المرأة والرجل تبني مواقفها والسعي إلى تحقيق أهدافها.
يعتبر كتاب "استعباد النساء" 1968, للفيلسوف "جون مل ستيوارت", إعلاناً للحركة النسوية والنص النسوي بكل المعايير وقبل ظهور مصطلح النسوية ذاته. وقد استهل "مل" كتابه هذا بقناعاته الراسخة التي تؤمن بأن: "المبدأ الذي ينظّم العلاقات الاجتماعية الكائنة بين الجنسين, أي تبعية أحدهما القانونية للآخر, إنما هو مبدأ خاطئ في ذاته, وينبغي أن يحل محله مبدأ المساواة الكاملة التي لا تسمح بسلطة أو سيادة أحد الجانبين على الآخر..."
ظلت البطريركية الذكورية تعمل طوال عقود على حماية السلطة والسيادة أحادية القطب والمركزية, ولم يتوقف الأمر معها عند عدم إشراك المرأة والاعتراف بجدارتها وإمكانية اكتشاف قدراتها وممارسة خبراتها, وإنما على تهميشها وقمعها والنظر إليها على أنها آخر دوني, ولطالما نظر إليها على أنها شرٌّ. إلى أن رسخوا لديها تلك القناعة في أغلب الأحيان.
لم يقتصر بطاركة الاستبداد الذكوري على سلب المرأة حقها الطبيعي في تنمية وتطوير مجالات الحياة، أو على حرمانها من حقوقها القانونية والشخصية, وطمس أسماء كثيرات أسهمن وأبدعن في شتى مجالات العلم والفكر والأدب والبيئة إلخ... أو على سلبها اسم عائلتها حين تصبح زوجة, لتنتمي بتبعية مطلقة إلى زوجها, ثم لتأتي الأمومة وتطمس أي اسم لها لتصبح أم فلان أو علان دون أية علامة فارقة. وإنما زادت البطريركية على ذلك بأن نبذتها من الخطاب اللغوي السائد.
ولا يغرّنا أو يفرحنا ما يتوجه به خطباء المنابر الرسمية والإعلامية بادئين الخطاب بتحية إلى السيدات أولاً ثم إلى السادة.. إلى الأخوات ثم الأخوة. ولن يتعدى ذلك تلك المقولة التي أفرزتها الإتيكيت الذكورية Ladys first, لماذا السيدات أولاً وكيف؟ من نافل القول إن لغة الاستبداد لغة منافقة.
جاء في تعريف اللغة أنها نسق من الإشارات والرموز يشكل أداة المعرفة, ويعمل على حفظ واستعادة منتجات الثقافة الروحية والعشرة البشرية. ومن دون اللغة يتعذر نشاط الإنسان المعرفي. فأفكار الإنسان تصاغ دوماً في قالب لغوي, حتى في حال تفكيره الباطني. واللغة ترمز إلى الأشياء المنعكسة فيها, فرموزها تبدو كأنها تحل محل الأشياء المنعكسة فيها.
تبعاً لهذا التعريف فإن ما ينعكس في اللغة خطاب ذكوري مستبد, وعلى اعتبار أن هذا الخطاب قد همّش المرأة وجردها من الحضور الفعال, فإن المرأة غائبة. وبالتالي فإن اللغة لن تعكس ما هو غائب. وإن كانت اللغة تعكس الأشياء المنعكسة فيها, فهي مثل المرآة لا تعرف الكذب، ولن يكون بمقدورها أن تحجب أو تضيف أوتعكس تبعاً لمزاجيها. ومن نافل القول إن اللغة مُختلَقة وغير خالقة, مصنوعة وغير صانعة, فإن واقع حالها يدل على عدم الانحياد وعدم الموضوعية, وأن الصانع قد خلقها تبعاً لمزاجيته ومصالحه, حتى أنه بدا متناقضاً, وإلاّ لكانت اللغة, بحسب التعريف المتفق عليه والموافق عليه من قبل البطاركة الذكوريين أنفسهم, قد عكست ما هو موجود فعلاً, لكانت عكست مفردات مثل: الأستاذة والدكتورة والمهندسة والنائبة والقاضية والتاجرة...، أم أن أولاء غير موجودات بالفعل، وأنهن مجرد أوهام وخيال وظلال؟!
في اللغة العربية, اخترعت كلمة: أََمَة, فلماذا لم تُكرّس مفردة عبدة مثلاً, مؤنث عبد, أم أنه وحده عبد الله مفرد لجمع عباد الله؟ ألم يتوجه الخطاب القرآني, في أحيان كثيرة, بوعده ووعيده إلى الذكور والإناث كل على حدة, وقد ذكر المؤمنين والمؤمنات, الصالحين والصالحات, القانتين والقاتنات, الزانين والزانيات، الملحدين والملحدات...؟!
في اللغة الفرنسية نجد أن كلمة homme , وكلمة men في الإنجليزية تعنيان الإنسان والرجل. أليس في ذلك تحيزاً يومياً للرجل في اللغة الاجتماعية. هذا ما قالت به المنظرة النسوية "ديل سبيندر" 1980 .
أما المنظرة النسوية "كيت ميليت" فقد قامت بتحليل للقوالب النمطية الأدبية في كتابها "السياسات المنحازة للرجل" 1970, والذي تستند عليه الدراسات النسوية الحالية للاستخدامات اللغوية.
كانت اللغويات (علم اللغة) من أبرز المجالات التي شهدت مدّاً لافتاً, ينطلق من مسلّمة معاصرة تقول: "إن اللغة ليست مجرد وسيط شفاف يحمل المعنى. بل هي مؤسسة اجتماعية محمّلة بأهداف ومعايير وقيم المجتمع المعني. وبالتالي قامت اللغة بدورها في تجسيد الذكورية المهيمنة, وهذا ما ينبغي كشفه توطيداً للتحرر منه." وتبعاً لهذه المسلّمة فإن اللغة صنيعة الرجل، أي الإنسان, وعليه فإن التشكيك وإعادة النظر فيها لن يكون كفراً أو جريمة, وخاصة أن هذه الصنيعة لم تكن منصفة حين ألغت من خطابها التعبيرات والمفردات الخاصة بالأنثى.
لقد عمل المنظرون والمنظرات, المفكرون والمفكرات, اللغويون واللغويات لإعادة التوازن والسلامة إلى عالم أعور وأعرج وأصم بالتأكيد, وإلاّ لكان رأى وسمع وهرع بقدميه لوقف كوارث نتاج البطريركية الذكورية.
ألا يستدعي العجب وربما السخرية أن تكون عبارة بطريركية ذكورية مؤنثة؟! لا ضير عليهم إذن وهم يستدفئون في دورانية تاءات التأنيث، وحنان صدرها, حكمتها,حدسها الراداري, وعقلها الذي أهّلها لتكون على منزلة هامة من العلم والفلسفة والتصوف والأدب والإبداع بشتى مجالاته.

يجب على الأجيال اللاحقة تطوير ما أنتجه السابقون, والعمل على تحويل التنظير إلى واقع. لا شك أن الجهد كبير ويحتاج مؤسسات لتنفيذه. وإن كانت الألف ميل تبدأ بخطوة, فلماذا لا نبدأها في المناهج التربوية في مدارسنا التي تعتبر أول الخطو في التعلم والمعرفة, وندرج في الكتب إلى جانب ما له: ما لها، وما عليه: ما عليها. لم لا وقد باتت الأخت والأم والجدة والخالة والعمة والجارة مدرّسات وطبيبات, عالمات وتاجرات, سائقات وشرطيات, ومناضلات شهيدات إلخ...
لعل مهتم جاد, ينفر من سخرية الحاضرين, ويسأل عن حجم البلبلة وحجم الأزمة التي ستنجم عن استهلاك مزيدٍ من الحبر والورق والجهد والوقت الذي قد يطول لاستيعاب الأمر وتمثله. وستكون الأزمة حقيقية ومباشرة فيما لو كان السائل صحفياً, فإن عدد الكلمات سيزداد دون فائدة جوهرية! أما بالنسبة للزمن الذي يقتضي فيه تمثل لغة الأنوثة وحضورها في اللغة, فإنه باعتقادي يوازي ما احتاجه البطاركة الذكور سابقاً للتصديق بكروية الأرض.
أي اختصار مرير يربك ويفقد التوازن؟ اختصار الكلمات والمفردات الموجهة للمرأة, أم اختصار حضور المرأة الفعال والحقيقي؟ هذا الحضور الذي دفعت النساء ثمنه غالياً خلال ألفي سنة مضت.
إن الصراع والنضال من أجل قضية المرأة وتحررها, الذي بدأ مع "ماري ولستونكرفت", مروراً بقاسم أمين, نظيرة زين الدين, هدى شعراوي, ومن لويس آلتوسير إلى كيت ميليت, وجولييت ميتشل, وغاياتري سبيفاك... لن ينتهيا, بالتأكيد, مع نساء من أجل الديمقراطية.
رباب هلال

المراجع:
1-النسوية وفلسفة العلم، د. يمنى لطيف الخولي, عالم الفكر, المجلد34
2- النسوية وما بعد النسوية, سارة جامبل, ترجمة أحمد الشامي, المجلس الأعلى للثقافة, القاهرة.

تدوير الزوايا الحادة

لطالما حاولت مقولات الثورة الألسنية في القرن العشرين، من سوسير وويتغنشتاين إلى النظرية الأدبية المعاصرة، جعلنا نقتنع أن المعنى ليس شيئاً تعبّر عنه اللغة أو تعكسه، إنما هو فعلياً شيء تنتجه اللغة. على هذا، وبناء على تلك المقولات، فالمتسلّط على اللغة متسلّط على المعنى، ينتجه على هواه وديدنه، والأهم أنه ينتجه حسب مقولاته التي يدفع بها ويكرّسها بالكتابة/ اللغة. هذا ما فعلته بالضبط السلطة البطريركية، على مرّ التاريخ، تاريخ الكتابة، عملت على إنتاج المعنى، بتحكمها المطلق بدفة الكتابة. طبعاً ليس بخافٍ على مطّلع أن الكتابة (البطريركية) ليست مقتصرة على الرجل فحسب، فلطالما ساهمت الأقلام النسائية الرازحة تحت ثقل السطوة البطريركية بتعميق تلك الكتابة. كل ذلك جعل من تفعيل كتابة الهامش ضرورة لا بديل عنها، وجعلها أيضاً من أهم الصرخات التي أطلقتها مدارس ما بعد الحداثة في النصف الثاني من القرن العشرين، صيحات تدعونا كي نستمع إلى كل صوت سبق وأجبر على الصمت: الهامش بكل أطيافه المتفاوتة عرقياً وأقوامياً وطبقياً وجنسانياً.
جاء تكريس الكتابة النسوية باعتبارها من أهم كتابات الهامش، وأقصد بالنسوية (في الكتابة) كمصطلح يعنى بالكتابة ضد السلطة والثابت والمغلق، أي إنها كتابة تتنصر للهامشي والبري والمنفتح، سواء أكان كاتبها رجل أو كاتبتها امرأة. لكن وباعتبار أن المرأة، كجنس، حُرمت على مرّ الوقت من إجهار رأيها وصوتها، كمخلوق (ضعيف)!، فقد كانت كتابة المرأة من أوائل كتابات الهامش حاجة للإجهار.
الكتابة، كفعل ثقافي، جزء لا يتجزأ من الممارسة الفاعلة والديمقراطية للمرأة. باعتبارها محاولة لإعادة كتابة التاريخ بعيون مغايرة، بقلم مغاير: قلم أنثى. على هذا سنعرف وجهات نظر جديدة لم نقرأها بعد، وسنتحسس بناء على ذلك لغة جديدة لم تكتب بعد، لغة أنثى كان آخر همّ للتاريخ أن يسمعها أو يدوّن بها. ليست وجهة النظر القديمة، حيث سجنت الكتابة النسائية في مواضيع ولغة ساذجة، بل وجهة النظر الراسخة والعميقة في كل شيء، ابتداء بالدهشة والحب، وليس انتهاء بالحرب ونظام الكون.
وكي نكون منصفين أستطيع استعارة مقولة إلين شوولتر إحدى رائدات النقد النسوي الأنكلوساكسوني: ليست المشكلة أن اللغة لا تكفي للتعبير عن الوعي الإنساني، لكنها في كون النساء حرمن من استعمال كامل المصادر اللغوية، وأرغمن على الصمت، أو على التلطف أو على الإطناب في التعبير.
هذه الجملة ستكون صدى لكثير من مدارس النقد النسوي التي نشأت في أوروبا وأميركا كتجلي لما بعد الحداثة، ولالتفات العالم إلى الهامشيين ومن ضمنهم المرأة، لتظهر مقولات تأنيث الكتابة وتأنيث العلم وتأنيث العالم... والكتابة باعتبارها سفر لتدوين العالم، أو لإعادة إنتاجه من جديد، فقد كانت عصيّة على النساء. إذ، كما قلت، عانت الكتابة النسائية سابقاً من وضوح الذات العالي ووجود الأنا المهيمن. أي أن المرسل، حسب تعبير النقاد البنيويين، كان حاضراً بشكل مستفز حقاً. كما أن مواضيع الكتابة النسائية، كما لغتها، كانت هشة بالغة السذاجة، ومعدة سلفاً لمجموعة من الخيارات التي لا تحيد عنها، وإن حاولت فالويل لها، وسيكون مصيرها كمصير إميلي برونتي صاحبة الرواية الشهيرة :"مرتفعات وذرينغ" والتي اتهمت بأنوثتها، جواز مرورها الوحيد وهويتها في عالم الإنسان، إذ ما من انتماء آخر قد يقبل من امرأة إلا كونها امرأة. وفيما بعد دفعت الكثيرات من الكاتبات العربيات أثماناً باهظة للأسباب نفسها، ابتدأت باتهام مي زيادة بالجنون، ولم تنتهِ بانتحار درية شفيق. وستمر فترة طويلة قبل أن تستطيع النساء امتلاك وظيفة الكتابة: وظيفة الكتابة تحريض الأسئلة، تحريض القارئ على إعادة الإنتاج الفكري والثقافي، وتحريض الجمال الكامن في نفس القارئ.
وباعتبار أن القارئ هو جزء لا يتجزأ من منظومة الكتابة، فإنه سيحمل كل إرث البطريركية الكتابية في دماغه. وصدى الكتابة، النتيجة الأهم، هي ترددات على جدران وعي ذاك القارئ.
البنيويون كانوا يعدون القارئ المثالي لعمل ما: الشخص الذي يملك في متناوله وتصرفه كل السنن التي تجعل العمل مفهوماً بصورة شاملة. أي أن القارئ، حسب رؤيتهم، يجب أن يكون فاعلاً فلا يقوم بشيء ممل ورتيب كما هو فعلاً. هي فكرة: السوبر قارئ. ذاك الذي يجب أن يكون بلا دولة، أو طبقة، أو جنس. متحرر من أية خصائص أقوامية (إثنية) أو افتراضات ثقافية مقيدة أو سلطات خارجية، خارج وعيه الذاتي.
وعلى هذا فالقارئ العربي المثالي هو تصور سكوني. وحقيقة، حسب قناعتي، فإن أحكام الكفاءة لديه نسبية ثقافياً وإيديولوجياً، وكل قراءة لديه تشمل على تحريك افتراضات خارج- أدبية.
يصطدم النص العربي النسائي، كما يصطدم أي فعل عربي نسائي، بقارئ ومشاهد ومراقب يحمل كل ما قد يوصف بالقراءة الخاطئة. القراءة الخاطئة للتجربة النسائية بالعموم. تلك التي تجعل قارئاً ما ينظر إلى كتابات المرأة، مثلاً، باعتبارها جزءاً من سلوكها الاجتماعي، وكل خبرة لأبطالها تحال إلى خبرتها الشخصية وتجاربها. وينظر إلى نشاط المرأة باعتباره جزءاً من مجموعة مهام أنيطت بها منذ فجر التاريخ، فإن شذت عنها فهي في حكم الموؤودة اجتماعياً. خصوصاً إذا كانت فاعلية المرأة تتعلق بشكل من الأشكال بالمسلة التي تنخز جنب المراقب الشرقي أي أحد التابويات الثلاثة: السياسة أو الدين أو الجنس. ثم بناء على وهم المساواة يقوم بتحويل المرأة إلى كائن ملتبس الجنس، فلاهي امرأة ولا هي رجل. ستحاكم، إذا نظر إليها بعين الرأفة، بأن إنتاجها إنساني (ملتبس أيضاً) ودون أي خصوصية. وما عدا ذلك، فسيحاكم إنتاجها، إذا وضع في خانة النسوي، باعتباره دونياً ولديه مواضيع محددة ومجهزة سلفاً يتطرق إليها، وخارج التصنيف الرفيع للإنتاج (الإنساني)!!!.
بما إننا لا نعرف من المصطلحات إلا أسماءها، ولا ندري كيفية نشأتها وظروف تشكلها، ولأنها لا تأتي إلينا إلا معلبة كأية مادة مستوردة، وعلى ظهر سلحفاة عجوز منهكة، سيكون السؤال المعتاد حدّ الملل: وهل هناك أدب رجالي وأدب نسائي؟!!
لا أعرف متى سنقتنع أن الأدب النسوي ليس إقامة معتزلات أدبية رجالية- نسائية، ولا تكريس فلكلور للبنى والصور والعلاقات والشخصيات الإبداعية النسائية. إنما هو أدب هامش في مواجهة أدب مجتمع، والأدب (الرجالي) الذي يوضع بشكل أوتوماتيكي في مواجهة الأدب النسوي حال ذكره، هو بالأحرى أدب المنظومة البطريركية المطلقة والمتسلطة.
وإذا كان الغرب، مصنع المصطلحات وأرض التفاعلات، قد قطع شوطاً كبيراً على هذا الصعيد فإن النقد العربي والذائقة العربية ما زالت بعيدة جداً عن الاعتراف بها، وأعتقد أن أمام الكاتبة العربية أشواطاً كبيرة لتثبت خروجها من الحريم، ولتثبت حقها في الصوت، وفي الفاعلية، وأن باستطاعتها أن تكون موجودة وقد دخلت أتون الكتابة بعيداً عن المواضيع السابقة التي سجنت فيها، أتون الكتابة الحقة كي تحترق كما كل المبدعين.
روزا ياسين حسن